إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
فتاوى في التوحيد
44028 مشاهدة print word pdf
line-top
هل إبليس من الملائكة؟

س35: هل إبليس من الملائكة؟
الجواب: في ذلك قولان للعلماء، ولكل قول دليل ومرجح، فالقول الأول: أنه من الملائكة، لقوله -تعالى- فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ والأصل أن المستثنى من جنس المستثنى منه، ولأن الأمر بالسجود لآدم موجه للملائكة في قوله -تعالى- ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فلم يذكر أنه أمر مع الملائكة غيرهم، فدل على أن إبليس من أفرادهم، شمله الأمر الموجه إليهم.
والقول الثاني: أنه ليس من الملائكة، لقوله -تعالى- إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ أي: كان أصله من الجن. ولقوله عن إبليس: خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وقد ثبت في الحديث أن الملائكة خلقت من نور، وقد قال -تعالى- في الجن: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ وقال -تعالى- وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ فلما أخبر أن إبليس كان من الجن، وأن الجن خلق من نار، وهو خلق من نار، دل على أنه ليس من الملائكة، وعلى هذا فلعل دخوله في الأمر من باب التبعية، أي أنه كان بينهم وإن لم يكن منهم، فدخل في عموم الأمر، فخانه أصله وعنصره.
وقد قال بعض المفسرين: إنه أصل الجن كما أن آدم أصل الأنس. لكن قد أخبر الله أن الجن فيهم صالحون ومسلمون، أما الشياطين فالأظهر أن جميعهم كفرة وأعداء للبشر، وقد أخبر الله -تعالى- أن إبليس له ذرية في قوله -تعالى- أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ وظاهر الذرية أنه من صلبه، وإن كنا لا نعرف كيف تفرعوا عنه، أما الملائكة فقد مدحهم بأنهم لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، وهذا يرجح أن إبليس ليس من الملائكة لبعد ما بين الصفتين. والله أعلم.


line-bottom